Wednesday, April 11, 2007

حب

حب
تأليف: كارولينا كورتيس
ترجمة: رامز الحداد

كانت تحبه حد الجنون، كان هو كل ما تملك في هذه الدنيا، إذ أن الله لم يرزقهما بالأولاد، ولم تكن تحتمل فكرة الابتعاد عنه.
كانا قد تعارفا منذ أمد بعيد، عندما كانت هي ما تزال طفلة، وهو شاب نحيل أملس الشعر ذو هيئة رومانسية. أحبّا بعضهما منذ النظرة الأولى، وبما أن من صفاته الخجل، أخذت هي على عاتقها مهمة إغواءه.
استمرا عاشقين لعدة سنوات, وبقيا كذلك حتى استطاع الشاب إيجاد عمل ثابت له. كانت تلك أوقاتاَ جميلة, جلّ ما كانت تتمناه هو ألا ّيفترقا.
بعد ذلك، جاء موعد الزفاف وجاء السعد معه، استمتعا برحلة عشاق متواضعة، فقد أصبح الآن بإماكنهما أن يبقيا معاً ساعات اليوم الكاملة.
سكنا في مكان ضيق في بداية حياتهما، إذ لم يكن لديهما أولاد. ورويداً رويداً ادّخرا مبلغاً من المال أهلهما لشراء بيت متواضع لهما وترك شقة الإيجار. فقاما بعمل الإجراءات اللازمة، وحصلوا على عروض جيدة، وطلبا سلفة لهما.
وبالنهاية انتقلا إلى شقة جديدة، كانت في الضواحي إلا أنها كانت شقة مفرحة وجميلة، وبالإضافة إلى ذلك كانت ملكهما الخاص. لم يكن أي شيء ليعكر صفو هذا الثنائي، الذي كان معروفاً لدى أقرباءه بأنه مثال يحتذى به للتوافق والانسجام.
مؤخرا تمكنا من اختبار متعٍ مترفه، فسافرا إلى الخارج، ابتدأت الرحلة بزيارة عاصمة فرنسا، من ثم روما، وانتهت برحلة بحرية على امتداد نهر الراين.
حالياً، تقاعد الزوج وأصبح لديهما اليوم بأكمله ليجلسا معاً دون أية التزامات تشوش عليهما الأجواء. إلا أن شيئا غريبا كان يحدث.
***********

لم يرد أن تعلم زوجته بذلك، إلا أنه ومنذ زمن لم يعد يشعر بأنه على ما يرام، كانت تراوده وعكات صحية غير محددة على شكل غثيان وألم بالرأس. بدأ بالخوف جدياً على صحته، فقرر الذهاب إلى الطبيب الذي أعتنى به لمدة طويلة.
عندما ضغط على الجرس، لاحظ بأن قلبه ينبض بشده في صدره. لم يكن يخشى الموت إلا أنه كان يخشى الألم والمرض، ودون أن يشعر ابتدأ بالصلاة.
فتحت إحدى الممرضات الباب، فعرفته فوراً وسألته عن زوجته.
- إنها بخير- قال لها مبتسماً- أنا الذي لست بخير.
أدخله الطبيب إلى مكتبه، ودعاه للجلوس إلى كرسي معدني. كانت تعابير الطبيب جادة وهو يقول:
- آمل أن تكون قد استلمت رسالتي .
نظر إليه الزوج باستغراب. بدت له الأمور غريبة، وكذلك بدت نبرة الممرضة وهي تسأله عن زوجته.
- لم أستلم أية رسالة منك! ماذا كتبت لي فيها أيها الطبيب؟
- أرسلت لك الرسالة منذ أكثر من شهر، كانت معنونة باسمك. إذاً.... ألا تعلم عن زوجتك؟
كاد أن يقفز من مقعده، ملاحظاً ازدياد الألم في رأسه، فبمرور كل لحظة أخذ يشعر بغموض أكثر.
- ماذا حصل لها؟ قالها بشبه صراخ.
أشعل الطبيب سيجارة. كان الزوج يعتقد بأن الطبيب لا يدخن أبداً. كان وقع الكلمات عليه كالصاعقة:
- زوجتك تعاني اللوكيميا، قد يتبقى لها أشهر أو أسابيع لا أحد يستطيع التنبؤ – قالها بصوت خافت.
بقي الزوج صامتاً، محاولاً ترتيب أفكاره إلا أن الألم عكر الرؤية لديه. كيف حصل هذا؟ لم استلم أية رسالة منك!
كان قد لاحظ على زوجته شيئاً غريباً خلال الأيام الماضية، لاحظ بعضاً من الحزن عليها، إلاّ أنها عاودت فرحها الدائم. لكنه عزا ذلك إلى التقدم في العمر. ومؤخراً بدت له أكثر حيوية مما مضى؛ يبدو أنها تريد كسب ما تبقى لها من العمر. والآن تبين له أنها على شفا حفرة من الموت.
راقبه الطبيب بصمت محترما دهشته، فللحظة لم يتناهى لسمعه سوى صوت محادثة في الردهة، وصوت بوق إحدى السيارات في الشارع. من ثم سأله:
حسناً، ما هو سبب زيارتك ؟ عندما رأيتك ظننت أنك قد جئت للتحدث عن زوجتك، فحقيقة استغربت عدم فعلك ذلك إلى الآن.
نظر إليه بوقار- الآن تعتبر قسوة التحدث عن آلامه الشخصية في الوقت الذي تعد زوجته في عداد الهالكين - مع ذلك أجاب:
- لا أشعر بأني على ما يرام، أعاني من الدوار وآلام شديدة في الرأس، وفي بعض الأحيان أفقد البصر، بدأ ذلك منذ ما يقارب الشهر.
عمد الطبيب على فحصه، أخذ قياس ضغط الدم فبدا طبيعياً، من ثم تفحّص عينيه وسأله إن كان يعاني من آلام بالمعدة أو من الإسهال، فأجابه بالإيجاب.
- هذا غريب – قال- فطالما تمتعت بصحة جيدة على العكس من الآن.
- هل تناولت شيئا من الأدوية مؤخراً؟
سأله الطبيب بينما كان يبحث عن ملفه الشخصي، هذا غريب فأنت تتمتع بصحة جيدة، هل تناولت أية أدوية على عاتقك؟
أنكر الزوج ذلك، وبدا وكأنه يتذكر شيئاً....
- خلال الأيام الماضية لم أستطع النوم جيداً، فكرت أن أخبرك بذلك، لكن .....
- هل تناولت شيئاً؟ من المهم أن تخبرني لكي أستطيع تحديد التشخيص.
- شيء للقضاء على الأرق، لم أكن أرغب بتناول شيء للنوم لأني لم أكن أحتاجه حتى ذاك اليوم. قطب الطبيب حاجبيه:
- للقضاء على الأرق؟ من وصفها لك ؟
- هزّ كتفيه ؛ لقد أعطتني إياها زوجتي. إنها بعض الكبسولات التي كانت تتناولها والدتها للنوم.
بدا على الطبيب القلق:
- على ماذا تحتوي تلك الكبسولات ؟
افتعل الزوج إيماءة غامضة وقال :
- لا أدري على وجه الدقة، كانت تحوي على مسحوق أبيض، يشبه بودرة الأطفال، تعطي في البداية طعماً غريباً ومن ثم تعتاد عليها. أي شخص يستطيع التعود على أي شيء- ضحك محاولاً المزاح- لكن الطبيب بقي جاداً.
- ومن أين حصلت زوجتك عليها ؟ تلكأ الزوج للحظة ثم قال:
- رأيتها في إحدى الأيام في المطبخ تضعها في الأوراق وتملأ الكبسولات بملعقة صغيرة. قالت لي أنها تباع هكذا دون تعبئة.
- لا تأخذ منها شيئاً آخر- أومأ الطبيب بثبات – لقد كانت تعد لك سلفات المورفين. الأعراض التي تعاني منها جعلتني أفكر ملياً، لكن لا أستطيع تصديق ذلك . اعتقدت بأني مخطئ لكن شكوكي باتت في محلها.
كاد أن يقفز من مقعده:
- سلفات المورفين؟ ما هذه؟ أليست تلك التي تستخدم للنباتات؟ لقد اعتادت على استعمالها للقضاء على الطفيليات. وافقه الطبيب:
- من أكثر السموم الموجودة فتكاً، تقضي على الحشرات وتقضي على الجنس البشري أيضاُ
خيم صمت شديد من ثم انتفض الزوج بعنف:
- أتلمح بأنها أرادت تسميمي؟ لا أستطيع تصديق ذلك!
- لا تلمها – نطقها بلطافة – إنها تحبك كثيراً، أنا أعرف ذلك. من الأفضل ألاّ تعرف أننا اكتشفنا ذلك الأمر، لكي لا تتكدر أيامها الأخيرة في هذه الدنيا.
أومأ الزوج برأسه:
- معك حق، إنها تعشقني، لطالما قالت لي أنها لا تستطيع الانفصال عنّي
!

8 comments:

Anonymous said...

Salam,

Your blog has been added to Jordanblogs.net.

Can you please send an email to jordanblogs.net@gmail so we can add you to our list.

Peace

W. said...

"..from this day forward until death do us part"

7atta el death ma bedha yah yfarre2hom :S

she's selfish...

Ramez Haddad said...

all women are selfesh wela sho ra2yek weddo :bedoon dareb:
thx for pasing by :)

Anonymous said...

ramez.. define selfish :sofera:

sho selfesh ma selfish? :ag:

nice rammooz :)

W. said...

la tab3an msh all women are selfish :D wala 7atta nos'hom

:wa7ad besaffer:

Ramez Haddad said...

khalas madam weddo 7akat heek ma3nato sa7 el 7ake :P

Leyenda said...

WALLA IF U R NT SELFISH IN LOVE THEN ROO7Y 66O55Y 7ALEK A7SAN


GOOD 4 HER
IF ONLY I HAD A GUY WHO DESERVES AL OF THIS LOVE THEN I WOULD HAPPILY TAKE HIM WITH ME THERE

Anonymous said...

Rawia

ksa 7lway eno al7oob bwsyl eno alwhed by5ood al7yat meen 7abybooh mshan ma ydal la 3'roh bas ymoot.

Shokran Ramiz 3la hay al8osa al7way