Saturday, April 28, 2007

لا تعليق

لا تعليق
بلغ عدد الكتب المترجمة في العالم خلال الخمس وعشرين سنة الماضية حتى عام 2005
1.600.000
منها 8.700 كتاب ترجم للعربيه
أي ما نسبته 0.55% من نسبة الترجمة العالمية

Wednesday, April 25, 2007

قصة قلم الرصاص

قصة قلم الرصاص
تأليف: باولو كويليو
ترجمة: رامز الحداد
هذه الترجمة مأخوذه عن النسخة الإسبانية لكتاب لم يترجم إلى العربيه يدعى كن مثل النهر المتدفق.

كان الفتى يراقب جده المنهمك بكتابة رسالة، وبعد وقت قليل سأله:
- إنك تكتب قصة حدثت لنا، أليس كذلك؟ وبالصدفة هي قصة عنّي؟
توقف الجد عن الكتابة من ثم ابتسم وأجابه:
صحيح أنني أكتب عنك، بيد أن قلم الرصاص هذا الذي أستعمله أهم من تلك الكلمات. وأريدك أن تصبح مثله عندما تكبر.
تفحص الفتى قلم الرصاص بفضول، إلا أنه لم ير شيئاً مميزاً فيه.
- لكن إنه تماماً كجميع أقلام الرصاص التي رأيتها في حياتي.
- كل شيء يعتمد على كيفية نظرك للأمور. يوجد خمس صفات في هذا القلم إذا أفلحت في المحافظة عليها ستصبح شخصاً في حالة سلام مع العالم.
- الصفة الأولى: باستطاعتك صنع أمور عظيمة، لكن لا ينبغي عليك أن تنسى أبداً بأن هنالك "يداً" ترشد خطواتك. هذه اليد هي الله والذي بدوره يقودك دائماً في اتجاه مشيئته.
- الصفة الثانية: بين الفينة والأخرى أحتاج إلى التوقف عن الكتابة واستعمال المبراة. وبهذه العملية يعاني قلم الرصاص قليلاً، ولكن بالنهابة يصبح مدبباً أكثر. لذلك ينبغي عليك احتمال بعض الآلام، لأنها تشد ساعدك وتجعلك شخصاً أفضل.
- الصفة الثالثة: الكتابة بقلم الرصاص تسمح لنا باستعمال الممحاة لمحي ما ارتكبناه من أخطاء. فيجب عليك أن تدرك أن إصلاح أمر قد قمنا بفعله ليس بالضرورة أن يكون شيئاً سيئاً، بل شيئاً مهماً للبقاء على طريق العدالة.
- الصفة الرابعة: ما يهم حقيقة في قلم الرصاص ليش الخشب الذي يشكل هيئته الخارجية، بل الكربون الذي يملأ داخله، لذلك كن حذراً دائماً لما يحدث داخلك.
- وفي النهاية ، الصفة الخامسة لقلم الرصاص أنه دائماً يترك أثراً، وبالطريقة ذاتها ينبغي عليك معرفة أن جميع ما تفعله يترك أثراً، وحاول أن تكون واعياً لجميع أفعالك.

Wednesday, April 18, 2007

حب حياته

حب حياته

رامز الحداد

كعادته، ومنذ خمس سنين، يجلس في فترة الغذاء الممتدة ما بين الساعة الواحدة إلى الثالثة ظهرا وحيداً في ذلك المقهى المجاور لعمله، يجلس منتظراً مراقباً متأملاُ أن يجد الفتاة المناسبة، يراقبها من بعيد تبتسم له، تحادثه، تلاطفه من ثم يضحيان عاشقان لا يفترقا.
لم يحالفه الحظ بتاتاً طوال الأعوام الخمس، إلا في ذلك اليوم الذي اقتربت منه فتاة واثقة الخطى مقدامة، ابتسمت له وابتسم لها، نعم إنها قادمة باتجاهه لا مجال لغير ذلك، ارتبك، تغير لون وجهه، تعرق، ابدأ بالارتجاف. مدت يدها نحوه، نعم إنها نحوه، أتريد مصافحته؟ تقبيله؟ لم يكن يدري، ولم يعد يعي ما حوله، شعر بنشوة تسري في أضلعه، شعر بأنه في السماء محاط بالسحاب السرمدي، تحلق أسفل منه أسراب النوارس البيضاء، تعانق أشعة الشمس الذهبية، تغرد العصافير اللعوبة، تطير وتطير من حوله، تمازج زقزقاتها النسيم الربيعي الذي يلفح الأشجار الفارعة الخضراء......انقطعت نشوته وتبدد حلمه مع ارتداد يدها للخلف وهي تقول:

- لم أجد على طاولتي منفضة أطفئ بها سيجارتي، لطف منك أن تدعني أستخدم منفضتك.

استدارت للخلف وتلاشت مع تلاشي خيط الدخان الخفيف
.

Tuesday, April 17, 2007

إعلم

إعلم
رامز الحداد
عندما تحل الظلمة في نواحي حياتك
وتفقد طعم الحياة العذب
يأتي من بين الغمام من يوقظ الشمس في سمائك
ويرجع طعم الحياة الصاخب إليك
وتشعر بأنك ملك على عرش ذاك القلب
إعلم حينها أنك غريق الحب

Wednesday, April 11, 2007

حب

حب
تأليف: كارولينا كورتيس
ترجمة: رامز الحداد

كانت تحبه حد الجنون، كان هو كل ما تملك في هذه الدنيا، إذ أن الله لم يرزقهما بالأولاد، ولم تكن تحتمل فكرة الابتعاد عنه.
كانا قد تعارفا منذ أمد بعيد، عندما كانت هي ما تزال طفلة، وهو شاب نحيل أملس الشعر ذو هيئة رومانسية. أحبّا بعضهما منذ النظرة الأولى، وبما أن من صفاته الخجل، أخذت هي على عاتقها مهمة إغواءه.
استمرا عاشقين لعدة سنوات, وبقيا كذلك حتى استطاع الشاب إيجاد عمل ثابت له. كانت تلك أوقاتاَ جميلة, جلّ ما كانت تتمناه هو ألا ّيفترقا.
بعد ذلك، جاء موعد الزفاف وجاء السعد معه، استمتعا برحلة عشاق متواضعة، فقد أصبح الآن بإماكنهما أن يبقيا معاً ساعات اليوم الكاملة.
سكنا في مكان ضيق في بداية حياتهما، إذ لم يكن لديهما أولاد. ورويداً رويداً ادّخرا مبلغاً من المال أهلهما لشراء بيت متواضع لهما وترك شقة الإيجار. فقاما بعمل الإجراءات اللازمة، وحصلوا على عروض جيدة، وطلبا سلفة لهما.
وبالنهاية انتقلا إلى شقة جديدة، كانت في الضواحي إلا أنها كانت شقة مفرحة وجميلة، وبالإضافة إلى ذلك كانت ملكهما الخاص. لم يكن أي شيء ليعكر صفو هذا الثنائي، الذي كان معروفاً لدى أقرباءه بأنه مثال يحتذى به للتوافق والانسجام.
مؤخرا تمكنا من اختبار متعٍ مترفه، فسافرا إلى الخارج، ابتدأت الرحلة بزيارة عاصمة فرنسا، من ثم روما، وانتهت برحلة بحرية على امتداد نهر الراين.
حالياً، تقاعد الزوج وأصبح لديهما اليوم بأكمله ليجلسا معاً دون أية التزامات تشوش عليهما الأجواء. إلا أن شيئا غريبا كان يحدث.
***********

لم يرد أن تعلم زوجته بذلك، إلا أنه ومنذ زمن لم يعد يشعر بأنه على ما يرام، كانت تراوده وعكات صحية غير محددة على شكل غثيان وألم بالرأس. بدأ بالخوف جدياً على صحته، فقرر الذهاب إلى الطبيب الذي أعتنى به لمدة طويلة.
عندما ضغط على الجرس، لاحظ بأن قلبه ينبض بشده في صدره. لم يكن يخشى الموت إلا أنه كان يخشى الألم والمرض، ودون أن يشعر ابتدأ بالصلاة.
فتحت إحدى الممرضات الباب، فعرفته فوراً وسألته عن زوجته.
- إنها بخير- قال لها مبتسماً- أنا الذي لست بخير.
أدخله الطبيب إلى مكتبه، ودعاه للجلوس إلى كرسي معدني. كانت تعابير الطبيب جادة وهو يقول:
- آمل أن تكون قد استلمت رسالتي .
نظر إليه الزوج باستغراب. بدت له الأمور غريبة، وكذلك بدت نبرة الممرضة وهي تسأله عن زوجته.
- لم أستلم أية رسالة منك! ماذا كتبت لي فيها أيها الطبيب؟
- أرسلت لك الرسالة منذ أكثر من شهر، كانت معنونة باسمك. إذاً.... ألا تعلم عن زوجتك؟
كاد أن يقفز من مقعده، ملاحظاً ازدياد الألم في رأسه، فبمرور كل لحظة أخذ يشعر بغموض أكثر.
- ماذا حصل لها؟ قالها بشبه صراخ.
أشعل الطبيب سيجارة. كان الزوج يعتقد بأن الطبيب لا يدخن أبداً. كان وقع الكلمات عليه كالصاعقة:
- زوجتك تعاني اللوكيميا، قد يتبقى لها أشهر أو أسابيع لا أحد يستطيع التنبؤ – قالها بصوت خافت.
بقي الزوج صامتاً، محاولاً ترتيب أفكاره إلا أن الألم عكر الرؤية لديه. كيف حصل هذا؟ لم استلم أية رسالة منك!
كان قد لاحظ على زوجته شيئاً غريباً خلال الأيام الماضية، لاحظ بعضاً من الحزن عليها، إلاّ أنها عاودت فرحها الدائم. لكنه عزا ذلك إلى التقدم في العمر. ومؤخراً بدت له أكثر حيوية مما مضى؛ يبدو أنها تريد كسب ما تبقى لها من العمر. والآن تبين له أنها على شفا حفرة من الموت.
راقبه الطبيب بصمت محترما دهشته، فللحظة لم يتناهى لسمعه سوى صوت محادثة في الردهة، وصوت بوق إحدى السيارات في الشارع. من ثم سأله:
حسناً، ما هو سبب زيارتك ؟ عندما رأيتك ظننت أنك قد جئت للتحدث عن زوجتك، فحقيقة استغربت عدم فعلك ذلك إلى الآن.
نظر إليه بوقار- الآن تعتبر قسوة التحدث عن آلامه الشخصية في الوقت الذي تعد زوجته في عداد الهالكين - مع ذلك أجاب:
- لا أشعر بأني على ما يرام، أعاني من الدوار وآلام شديدة في الرأس، وفي بعض الأحيان أفقد البصر، بدأ ذلك منذ ما يقارب الشهر.
عمد الطبيب على فحصه، أخذ قياس ضغط الدم فبدا طبيعياً، من ثم تفحّص عينيه وسأله إن كان يعاني من آلام بالمعدة أو من الإسهال، فأجابه بالإيجاب.
- هذا غريب – قال- فطالما تمتعت بصحة جيدة على العكس من الآن.
- هل تناولت شيئا من الأدوية مؤخراً؟
سأله الطبيب بينما كان يبحث عن ملفه الشخصي، هذا غريب فأنت تتمتع بصحة جيدة، هل تناولت أية أدوية على عاتقك؟
أنكر الزوج ذلك، وبدا وكأنه يتذكر شيئاً....
- خلال الأيام الماضية لم أستطع النوم جيداً، فكرت أن أخبرك بذلك، لكن .....
- هل تناولت شيئاً؟ من المهم أن تخبرني لكي أستطيع تحديد التشخيص.
- شيء للقضاء على الأرق، لم أكن أرغب بتناول شيء للنوم لأني لم أكن أحتاجه حتى ذاك اليوم. قطب الطبيب حاجبيه:
- للقضاء على الأرق؟ من وصفها لك ؟
- هزّ كتفيه ؛ لقد أعطتني إياها زوجتي. إنها بعض الكبسولات التي كانت تتناولها والدتها للنوم.
بدا على الطبيب القلق:
- على ماذا تحتوي تلك الكبسولات ؟
افتعل الزوج إيماءة غامضة وقال :
- لا أدري على وجه الدقة، كانت تحوي على مسحوق أبيض، يشبه بودرة الأطفال، تعطي في البداية طعماً غريباً ومن ثم تعتاد عليها. أي شخص يستطيع التعود على أي شيء- ضحك محاولاً المزاح- لكن الطبيب بقي جاداً.
- ومن أين حصلت زوجتك عليها ؟ تلكأ الزوج للحظة ثم قال:
- رأيتها في إحدى الأيام في المطبخ تضعها في الأوراق وتملأ الكبسولات بملعقة صغيرة. قالت لي أنها تباع هكذا دون تعبئة.
- لا تأخذ منها شيئاً آخر- أومأ الطبيب بثبات – لقد كانت تعد لك سلفات المورفين. الأعراض التي تعاني منها جعلتني أفكر ملياً، لكن لا أستطيع تصديق ذلك . اعتقدت بأني مخطئ لكن شكوكي باتت في محلها.
كاد أن يقفز من مقعده:
- سلفات المورفين؟ ما هذه؟ أليست تلك التي تستخدم للنباتات؟ لقد اعتادت على استعمالها للقضاء على الطفيليات. وافقه الطبيب:
- من أكثر السموم الموجودة فتكاً، تقضي على الحشرات وتقضي على الجنس البشري أيضاُ
خيم صمت شديد من ثم انتفض الزوج بعنف:
- أتلمح بأنها أرادت تسميمي؟ لا أستطيع تصديق ذلك!
- لا تلمها – نطقها بلطافة – إنها تحبك كثيراً، أنا أعرف ذلك. من الأفضل ألاّ تعرف أننا اكتشفنا ذلك الأمر، لكي لا تتكدر أيامها الأخيرة في هذه الدنيا.
أومأ الزوج برأسه:
- معك حق، إنها تعشقني، لطالما قالت لي أنها لا تستطيع الانفصال عنّي
!