Thursday, June 28, 2007

ترانيم عاشق

ترانيم عاشق
رامز الحداد

يقولونَ...
أنّي في الهوى عاشق
وعيوني لذكراك تسهرْ...
وبأنّي في بحر حبك غارق
ولترانيم صوتك أسْمَرْ...
وأقول...
أنّي أحبك..
عدد الرمل..وبعد النجم
طول الأرض..وعرض البحر
ومثل ذلك
ومثله وأكثر...
أنت التي أعطيت للأشياء معناها
فكل شيء دونك بات أصغر...
احذريني.. فإنّي دون عقلي هائم
وبهلال وجهك في سماء الحب أسكر...
احذريني..فقد أعطيك عشقاً
أغدو به بعد ذلك أخطر...
اعذريني..واحذريني..واقتربي
اقتربي أكثر..
فإنّي من شفتيك
سأثأر...

Saturday, June 16, 2007

أشواق

أشواق
رامز الحداد
عادت من سفرها منذ خمسة أيام
تقابلا في الحديقة ذاتها عند المقعد
أسفل شجرة الكينياء
سألته: إشتقت لي ؟
أجابها: كثيراً
قالت: لا أصدقك
أقسم لها
لم تصدقه
قالت: أثبتلي
أجابها:0
كانت عيوني حيت رؤياك تؤرقني
فكيف اليوم وحتى طيفك ما بان
فلا تسأليني أإن الشوق يقتلني
فإن الموت أمام الشوق قد هان
صمتت، جلست على المقعد،
ولم تنبس بكلمة
حتى غادرت

Tuesday, June 12, 2007

إهداء

إهداء (1).
رامز الحداد
إلى من حطّم أمالي
.
.
إلى من بعثر أحلامي
.
.
إلى من علمني أن الحلم
مجرد كابوس في دنيا الواقع
.
.
إليكِ أهدي أحقادي
.
.
إليكِ أهدي آلامي
.
.
إليك أهدي كل
الكره الكائن في العالم
.
.
لعل الألم يعصركِ
.
.
لعل الحزن يأسركِ
.
.
لعل الدمع يجف
على خديك فيقتلكِ
.
إليكِ أهدى كلماتي
...............
(1) إهداء الى إحدى مديراتي في إحدى المراحل في إحدى المدراس مع خالص كرهي وتكديري

Saturday, June 9, 2007

فقدان

فقدان
رامز الحداد

رآهما بعينيه الخضراوتين يسيران في الطريق، كانا زوجين من إحدى الدول الآسيوية، عرفهما من شكل عينيهما المميز. لم يلفت انتباهه أنهما ليسا من أهل البلد، ولا تلك الحقائب الضخمة التي يحملانها على ظهريهما، ولا حتى لباسهما الذي لم يكن أحد ليرتديه في بلده، لا لعدم جماله لكن لعقدة النقص التي تعصف في عقولهم. ما لفت انتباهه في الحقيقة هو طريقة مشيتهما، يمسكان بأيدي بعضهما البعض وهي تداعب ذراعه بحنية تفوق حنان مداعبة الأم لطفلها الرضيع. كانا ملتصقين ببعضهما لدرجة لا تسمح حتى للهواء أن يفرق بينهما. رآهما كذلك فتبعهما، تنهد، تذكر تلك الليلة حين كان معها، يومها كان قد أحضر لها قصيدة استنزفت كتابتها كل طاقاته العشقية مازجاً كلماتها بدماء قلبه الجريح، تلاها لها بصوته المرتجف وحين انتهى نظر إليها ليرى وقع كلماته في روحها، كانت تكتم ضحكة سخرية انفجرت بأعلى صوتها وهي تقول: "ما هذا يا روميو! يا لسخافتك، قصيدة حب!" متبعة إياها بضحكة لم تتوقف لدقائق.
قطع صوت الزوجين أفكاره، سمعهما يقولان كلمات بسيطة، فسرها في عقله بأن الشاب يقول للفتاة "أحبك" وهي ترد عليه "وأنا أحبك أكثر"، لم يحتج لقاموس ليفسر كلماتهما بل كانت عيناهما تكفي وأكثر. استدارا نحو محل للعصير وطلبا كأسين من عصير الليمون، أخذ الشاب كأساً وأعطاها إياه وأخذ آخراً له. توقف يتأملهما سرح في أفكاره متذكراً يوم عيد ميلادها حين استيقظ من الساعة الرابعة فجراً ليعد نفسه لموعد لقاءهما المتفق عليه الساعة السادسة مساءاً. حلق ذقنه ولبس بدلته السوداء ورش قليلاً من العطر، جهز وردته الحمراء وهديتها وانتظر في غرفته أن يأتي موعد اللقاء. في الساعة السادسة والنصف حضرت إلى المقهى حيث أعطاها سوارا مدوراً من الفضة كتب عليه من الداخل؛ "أوقف قلبي إذا ما شئت، إن أزعجك وأنت فيه صوت النبض"(1) من ثم أعطاها الوردة الجورية الحمراء، أخذتها ورمتها إلى جانبها وقالت: "وردة حمراء!! يبدو أنك تكثر من مشاهدة الأفلام الرومنسية".
انتهى الزوجان من شرب العصير من ثم تابعا مسيرهما متلاصقين كما كانا، يتحدثان ويضحكان وهو خلفهما يراقب ويتفكر حتى وصلا إلى الفندق ودخلا إليه، توقف كأنما يودعهما، رفع نظره إلى السماء، أخذ نفساً عميقاً، ً من ثم تابع
المسير تلفحته نسمة هواء باردة جففت ما تبقى في عينيه من الدموع.
.............................................
(1)
الكلمات التي بين الأقواس للصديق رفقي عساف

Saturday, June 2, 2007

احتضار

احتضار
رامز الحداد
دخل إلى غرفة العناية المشددة ليراها إذ كانت قد قضت ليلتها هناك، تعارفا منذ ستة أعوام، داهمتها اللوكيميا قبل عامين وسبعة أشهر وخمسة عشر يوماً، لم يتوقع لها الأطباء أن تصمد طوال هذه المدّة لكن وضعها الآن خطير جداً وقد أتى ليراها. كانت بيضاء أكثر مما تخيلها، رأسها الخالي من الشعر بفعل الجلسات الكيماوية يعطيها مظهراً بالطهارة، جلس على ركبتيه كالقسيس الذي يتلو الكلمات الأخيرة اقترب إلى أذنها وبدأ يهمس فيها:

كم كان رائعاً ذلك اليوم الذي رأيتك فيك، وكم كنت محظوظاً أنا لهذا النصيب الرائع، فأنت ملكة الدنيا وأميرة الأحلام، من غيرك يلهم أروع من خلق الله، عيناك تأسران القلب وتقتلانه، تغرزان رماح الشوق في قلبي، أنت آلهة الحب في شكل إنسان، أنت باقة ورد وعطر وريحان، أنت التي دخلت في قلبي فغيرتني وسلبتني روحي، يوم لثمت شفتيك كان يوم ميلادي، سرت الدماء في عروقي، ألهبتني، قتلتني من ثم أحييتيني، ماذا أقول لأوفيك قدرك، أحبك! كلمة بت أخجل منها، كيف أقولها وأنت آلهة الحب! أعشقك! كلمة لا تليق بقدرك، كيف أقولها وأنت آلهة العشق! جف قاموسي، ماتت كلماتي، أنت تستحقين الوله والصبا والعشق والهيام والغرام، أحبك أنت فاتنتي، أعشقك أنت قاتلتي، أهواك أنت أمنيتي، أموت في ثنايا شفتيك فأنت أغنيتي، أنت حبي وغرامي، أنت عشقي وهيامي أنت يا فاتنتي أنت ملاكي.

أنهى كلامه من ثم نهض، أحس بيدها تضغط على يده، نظرت نحوه وابتسمت له، رأى دمعة يتيمه تنساب على خدّها، تتمتمت ببطء..... أحبـــك....من ثم أغلقت عينيها، وسمع صوت جهاز ضربات القلب يئن بصوت رتيب حزين معلناً ساعة وفاتها.