Friday, March 30, 2007

جبل الأرواح

جبل الأرواح

تأليف: غوستافو أدولفو بيكر
ترجمة: رامز الحداد

استيقظت، في ليلة الموتى على صوت قرع الأجراس، لم أكن أدري كم كانت الساعة حينها، إلاّ أنّ صوت قرعها الرتيب الأبدي أحضر إلى ذاكرتي ذلك التقليد الذي كنت قد سمعته قبل فترة وجيزة في سوْريا].
حاولت النوم مجدداً لكن ذلك كان مستحيلاً، ففجأة راودتني الخيالات كجواد هائجٍ يصعب كبح جماحه. ولكي أقتل بعض الوقت قررت كتابة القصة، وهذا بالفعل ما قد تم.
كنت قد سمعت القصة في المكان عينه الذي حدثت فيه، وفي أثناء كتابتي، بتّ أتلفت خلفي يلُفني بعضاً من الخوف عندما أسمع صرير الزجاج المهتزّ في شرفتي بفعل الهواء الليلي البارد.
اصنع من القصة ما تشاء، فهكذا هي.

I
- اربطوا الكلاب، وانفخوا الأبواق لكي يتجمع الصيادون، ودعونا نعد أدراجنا إلى المدينة، فقد اقترب المساء واليوم هو يوم جميع القديسين ونحن في جبل الأرواح.
- بهذه السرعة!
- لو كان يوماً آخر غير هذا لما كنت غادرت قبل أن أنتهي من قطيع الذئاب الذي دفعته ثلوج ماتكايو إلى مغادرة جحوره، لكن اليوم مستحيل. فقريباً ستصدح أصوات الصلوات في معابد فرسان الهيكل، وأرواح الموتى سوف تبدأ بقرع أجراسها في مصلى الجبل.
- بهذا المصلى المحطّم! هاه! أتريد إخافتي؟
- كلا يا ابنة عمّي الجميلة، إلاّ أنّك تجهلين ما يحدث في هذه البلاد، وذلك لأنّك لم تنهِ العام فيها منذ قدِمتي من مناطق بعيدة عنها. امتطِ جوادك وسأمتطي أنا أيضاً جوادي وسأحاكي خطواتك، وفي هذه الأثناء سأروي لك هذه الحكاية.

تجمّع الفتية ضمن مجموعات صاخبة، وامتطى نبيلا بورخس وألكودييل خيليهما الأصيلين وتبع الجميع بياتريث و ألونسو ابنا النبيلين اللذان تقدما الموكب بمسافة قليلة.
وخلال الطريق روى ألونسو لبياتريث بهذه العبارات القصّة التي كان قد وعدها بها:
- هذا الجبل والذي يسمى اليوم جبل الأرواح كان يعود إلى فرسان الهيكل والذي ترين ديرهم هناك على ضفّة النهر. كان فرسان الهيكل محاربين ورجال دين في آن واحد. وعندما استولى العرب على سوْريا استدعى الملك فرسان الهيكل من أراضٍ بعيدةٍ بغية الدفاع عن المدينة من جهة الجسر، مطلقاُ بهذه إهانةً صريحةً لنبلاء قشتالة واللذين وحدهم يعرفون كيفية الدفاع عنها كما وحدهم من قبل قد احتلوها.
نشب عبر السنين بين الفرسان أصحاب النظام القوي ونبلاء المدينة حقد عميق كان قد انفجر في نهاية الأمر. كان الفرسان قد طوّقوا هذا الجبل بسياج، حيث احتجزوا الصيد الوفير لإرضاء حاجاتهم ولإمتاعهم.
أمّا النبلاء فقد قرروا تنظيم حملة صيد كبيرة في المنطقة المسيّجة على الرغم من المنع الصارم من الرهبان ذووا المهاميز، كما كانوا يطلقون على أعدائهم.

ذاع صيت التحدّي بينهم، فلم يتخذ أحد منحىً لوقف أولئك المهووسين بالصيد ولا الآخرين المصممين على عرقلته. انتهت الحملة، لم تكن تذكرها الوحوش البرية لكنها ستبقى حاضرةً في أذهان الكثير من الأمهات اللاتى فجعن بأبنائهن. فذلك لم يكن صيداً بل كان معركةً ضارية، فقد خُلٍّف الجبل يعجٌّ بالجثث، والذئاب التي أرادوا قتلها حصلت على مأدبة دموية. وفي النهاية تدخلت سلطة الملك معلنةً هجر الجبل الذي ألحق الخزي والعار للكثيرين. دفن الجميع أعداء وأصدقاء في باحة مصلى رجال الدين والذي يقع في الجبل نفسه، حيث ابتدأت الجثث بالفساد. يقولون أنّه ومنذ ذلك الحين وعندما تأتي ليلة الموتى تسمع صوت أجراس المصلى تقرع وحدها، وأرواح الموتى تنهمك في تمزيق أكفانها راكضةً كأنها في صيد رائع عابرةً بين الشجيرات والأشواك. فتنزب الظباء
1 بخوف، وتعوي الذئاب، وتطلق الأفاعي حفيفاً مرعباً. وفي اليوم الآخر يشاهدون آثار أقدامٍ رفيعة لهياكل عظمية في الثلج، ولهذا نطلق عليه في سوْريا اسم جبل الأرواح، ولذلك أردت الخروج منه قبل حلول الظلام.
انتهت قصة ألونسو تماماً عندما وصل الاثنان عند حدود الجسر الذي يقع طرف المدينة من ذاك الجانب. هناك، انتظر الاثنان بقية الموكب، وبعد أن انضما لهما اختفيا بين الشوارع المظلمة الضيقة لسوْريا.

II
انتهى الخدم من إزالة مفارش المائدة، المدفئة القوطية لقصر كونتات ألكودييل تطلق تنوراً حيوياً ينير بعض المجموعات من السادة والسيدات الذين يتواجدون إلى جانب اللهب يتحدثون بشكل ودّي، والرياح تجلد الزجاج المرصص للنوافذ الإهليليجية للبهو.
شخصان اثنان فقط بدوا منعزلين عن الحديث العام، بياتريث وألونسو. بياتريث تتابع بعينيها -المدهوشتين بتفكير غامض- رقصات اللهب. أما ألونسو فيراقب انعكاس النار تلتمع في حدقتيّ بياتريث الزرقاوتين.
احتفظ الاثنان بفترة عميقة من الصمت.
كانت الكهرمانات تروي حكايات حول ليلة الموتى، حيث كانت الأشباح والأرواح تمثل الموضوع الرئيس فيها، كما كانت أجراس كنيسة سوْريا تقرع من بعيد برنين رتيب حزين.
قال ألونسو كاسراً حاجز الصمت الذي اكتنفهم :
- ابنة عمّي الجميلة، قريباً سننفصل وربما للأبد. أعلم أنّك لا تحبين أرض القلعة القاحلة وعاداتها الحربية البسيطة البطريركية. قد سمعتك عدّة مرّات تتنهدين باشتياق، ربما كان ذلك لأحد الأبطال في مقاطعتك البعيدة.
اصطنعت بياتريث إيماءة لا مبالاة باردة، إذ كشفت جميع شخصية المرأة في ذلك الانكماش المتكبّر لشفتيها الرفيعتين.
- أو ربما كان ذلك لعظمة البلاط الملكي الفرنسي حيث كنت تعيشين فيها حتى الآن- استعجل الشاب بالإضافة- بطريقة أو بأخرى أرى أنّ فراقنا ليس ببعيد. عندما ننفصل أريدك أن تحملي تذكاراً منّي. أتذكرين حين ذهبنا إلى المعبد لكي نشكر الله عز وجلّ الذي أعاد لك صحتك والتي أتيت ترجينها في هذه البلاد؟ أتذكرين الجوهرة التي كانت تثبت الريشة فوق قبعتي؟ كم ستكون جميلة عليك متثبتةً حجابك فوق شعرك القاتم! لقد كانت زينة لعروس، فقد أهداها والدي لأمي وحملتها معها للمذبح، أتريدينها؟
- أجابته الجميلة، أنا لا أعرف كيف تسير الأمور في بلدك لكن في بلدي فإن قبولك لهدية يعني الالتزام. فقط في الحفلات الدينية وحدها تستطيع قبول هدية من قريبك ...
النبرة الباردة التي حملتها كلمات بياتريث أربكت الشاب لبرهة، وبعدما استجمع رباطة جأشه قال بحزن:
أعرف ذلك يا ابنة العم، لكن اليوم هو يوم جميع القديسين، وهو في بلدك قبل بلدي يوم احتفال ديني وتبادل هدايا.
أتريدين قبول هديتي؟
عضّت بياتريث برفق على شفتيها مادةً يدها لتأخذ الجوهرة دون أن تنبس بكلمة.
عاود الشابان التزام الصمت وعاودا الاستماع إلى هديج العجزة يتحدثون عن الساحرات والأرواح الشريرة، وإلى الهواء يصدر صريراً من الزجاج الإهليليجي، وإلى قرع الأجراس الحزين الرتيب.
بعد عدّة دقائق تحول الحديث المنقطع وابتدأ بهذه الطريقة:
- وقبل أن ينتهي يوم جميع القديسين ــ والذي يحتفل به في بلدي وبلدك ــ تستطيعين إعطائي تذكاراً دون أن تقيدي نفسك، ألا تفعلين هذا؟ قال ذلك مرسلاً نظرة لامعة كالبرق إلى ابنة عمّه، متوهجة بتفكير شيطاني.
- ولما لا؟ ــ قالتها رافعةَ يدها إلى كتفها الأيمن كما لو أنها تبحث عن شيء بين ثنايا درنها المخملي المطرز بالذّهب ــ وبعدها أضافت بتعبير بريء عن المشاعر: أتذكر الوشاح الأزرق الذي ارتديه يوم الصيد، والذي قلت لي أنه لشيء ما لا تدري عما يرمز في لونه أنه شعار روحك؟
- نعم.
- حسناً، لقد فقدّته، كنت أفكر أن أهديك إيّاه كتذكار.
- لقد فقدته! أين؟ سألها ألونسو ناهضاً من مقعده تنتابه مشاعر لا توصف من الخوف والأمل.
- لا أدري ربما في الجبل.
- في جبل الأرواح؟ همس ألونسو شاحباً ومرتداً إلى مقعده، في جبل الأرواح... من ثمّ تابع بصوت جاف باهت:
أنتِ تعرفين ــ وذلك لأنّك سمعته آلاف المرّات ــ بأنه يطلق علي في المدينة والقلعة لقب ملك الصيادين. لا أستطيع أن أختبر قواي كأجدادي في معركة، فنقلت إلى الصيد صورة الحرب وكل حيويّة شبابي وكل الحماسة الموروثة في بني جنسي. فالسجادة التي تدوسين عليها هي بقايا وحوش بريّة قتلتها بيدي، فأنا أعرف كلّ أوكارها وعاداتها، أتعارك معها بالنهار والليل، راكباً ومترجّلاً، فرادى و جماعات، ولا يوجد أحد يجرؤ على القول أنه رآني هارباً في أيّة مناسبة. لو كان يوماً آخر غير هذا لهرعت وراء ذلك الوشاح ولرجعت فرحاً كما لو أنّي في مهرجان، ولكن هذه الليلة....هذه الليلة... لماذا أكتمها! أنا خائف. أتسمعين؟ الأجراس تقرع والصلوات تصدح في كنيسة سان خوان ديل دورو، وأرواح الموتى ابتدأت ترفع جماجمها الصفراء من بين الشجيرات التي تغطّي قبورها. الأرواح والتي رؤيتها وحدها تجمد الدم في عروق أشد الفرسان ضراوة من الرعب، أو تشيب شعر رأسه، أو تجعله يهيم في عدوه الشديد مثل ورقة شجر يسحبها الهواء دون أن تدري إلى أين.
وفي أثناء حديث الشاب ارتسمت بسمة طفيفة غير مدركة على شفتي بياتريث. وبعد أن أنهى الشاب كلامه استطردت قائلة بنبرة لا مبالية، مقلبة النار في الموقد حيث تفرقع وتتحرك مطلقة شرراً بآلاف الألوان:
- آه! بأية حال! كم هو جنون الذهاب إلى جبل الأرواح الآن لأمر مثل هذا! وفي ليلة مظلمة مثل هذه، ليلة الموتى والطريق مليء بالذئاب!
قالت جملتها الأخيرة والتي صاغتها بطريقة خاصّة جعلت من الصّعب على ألونسو ألاّ يفهم سخريتها الاّذعة، والذي بدوره وثب واضعاً يده على جبهته كما لو أنه يريد أن يبعد الخوف الذي كان في رأسه وليس في قلبه، ثمّ قال بصوت حازم مباشرةً إلى الجميلة التي ما تزال تنحني نحو المدفأة مستمتعةً باشعال النار:
- وداعاً بياتريث.... إلى اللقاء.
- ألونسو! ألونسو! قالتها عائدة بسرعة، لكن عندما أرادت أو تظاهرت أنها تريد أن توقفه كان الشاب اختفى.
بعد دقائق قليلة سمعت الجميلة صوت جواد يبتعد عدوا،ً وبتاعبير كبرياءٍ ورضى متألق والتي لوّنت وجنتيها أعارت سمعها مصغيةً إلى ذلك الصوت الذي ضعف وبدأ يخفت حتى توارى في النهاية.
وفي تلك الأثناء كانت العجائز تتابع قصصها عن ظهور الأرواح، كما كان الهواء يطرق زجاج الشرفة والأجراس تقرع من بعيد.
انقضت ساعة واثنتان وثلاث، اقترب حلول منتصف الليل. عادت بياتريث إلى غرفتها، وألونسو لم يعد بعد، على الرغم من أنّ نصف ساعة كافية لإتمام مهمته.
لا بد أنه كان خائف! قالت بياتريث مغلقة كتاب الصلاة خاصتها متوجهةً إلى السرير بعيد محاولة لتلاوة بعد الصلوات التي أعدّتها الكنيسة خصيصاً في يوم الموتى لؤلئك اللذين ماتوا.
نامت بياتريث بعد أن أطفأت المصباح وأغلقت ستائر السرير المزدوجة المصنوعة من الحرير، نامت نوماً بأحلام مضطربة، متقلبة، مزعجة.
تدق الساعة الثانية عشرة في ساعة البوستيغو. سمعت بياتريث عبر أحلامها ذبذبات قرع أجراس بعيدة وحزينة، من ثمّ فتحت عينيها بنصف إغماضة، اعتقدت أنها سمعت صوتها من مكان بعيد، بعيد جدّاً، وبصوت مخنوق ملؤه المعاناة. كانت الرياح تأن عبر زجاح النافذة.
لا بد أنها الريح، قالتها واضعةً يدها على قلبها تنشد السكينة، لكن قلبها كان ينبض بشدةٍ أكثر مرة تلو الأخرى. كانت أبواب الغرفة المصنوعة من خشب اللاركس تصرصر مفاصلها بصرير حاد طويل مزعج. في البداية تلك الأبواب ومن ثمّ الأخرى فالأخرى، جميع الأبواب التي تؤدي إلى غرفتها كانت تصدر أصواتاً بالترتيب، هذه بضجيج صامت حاد، وتلك بنواح طويل مزعج.
ومن بعد ذلك صمت، صمت مليء بأصوات غريبة، صمت منتصف الليل، بخرير مياه رتيب بعيد، ونباح كلاب بعيدة ، وأصوات مختلطة، وكلمات غير مفهومة، أصداء خطوات تجيء وتروح، وحفيف ثياب تتحرك، تنهدات مختنقة، وتنفس مرهق بالكاد تشعر به، رعشات غير طوعية تعلن وجود شيء ما غير مرئي ومع ذلك فإنه يقترب بالظلمة.
أخرجت بياتريث بسكون وارتعاد رأسها خارج ستائر السرير واستمعت لبرهة. سمعت آلاف الأصوات المختلفة، وضعت يدها على جبهتها معاودة الاستماع، لكن لا شيء فقط الصمت. رأت ــ بأحداق تومض كما في حالات الانهيار العصبي ــ أطيافاً تتحرك في جميع الاتجاهات، وعندما ثبتت نظرها على نقطة محددة لم ترَ شيئاُ فقط الظلمة وظلال غير واضحة.
هاه! ــ قالت مميلة رأسها الجميل على الوسادة الحريرية الزرقاء ــ هل أنا خائفة كؤلئك الأناس المساكين، والذي ينبض قلبهم من الرعب تحت دروعهم عندما يسمعون أسطورة عن الأرواح؟
أغلقت عينيها محاولة النوم، لكن عبثاً كانت تحاول مجاهدةً نفسها. فجأة عاودت الجلوس، كانت أكثر شحوباً وقلقاً ورعباً. هذه المرة لم تكن وهماً، الستائر المصنوعة من القماش الثقيل للباب كانت تتحرك متباعدة وصوت بعض الخطوات صدرت من السجادة، كان صوت تلك الخطوات صامتاً، كما كان وقعها كصرير الخشب أو العظام، وكانت تقترب وتقترب تتحرك نحو كرسي الصلاة المتواجد على حافة سريرها. أطلقت بياتريث صرخة مدوية ودفنت نفسها تحت ملاءات السرير مخفضةً رأسها وكاتمة أنفاسها.
كان الهواء يضرب بقوة على زجاج الشرفة، ومياه النبع البعيد تسقط وتسقط محدثةً صوتاً أبدياً رتيباً، ونباح الكلاب ينتشر مع هبوب الريح، وكانت أجراس مدينة سوْريا القديمة والبعيدة تقرع بحزن لأرواح الموتى.
هكذا مرت ساعة، اثنتان، الليلة، قرن، وذلك لأن تلك الليلة بدت أبديةً لبياتريث. بزغ الفجر بالنهاية، مخرجاً بياتريث من خوفها، فتحت عينيها بنصف إغماض مع أول أشعة للنور. بعد ليلة مؤرقة ومرعبة، كم هو جميل الضياء الناصع الأبيض للنهار! سحبت الستائر الحريرية للسرير، وأطلقت بسمة على خوفها السابق، عندما فجأة اعتلاها برد كسا جسمها وبدت عيناها كأنها خرجت من محجرها، وغير شحوب قاتل لون وجنتها، ففوق كرسي الصلاة شاهدت وشاحها الأزرق الذي فقدته في الجبل ممزقاً ومخضباً بالدم، الوشاح الأزرق الذي ذهب ألونسو يبحث عنه.
عندما حضر خدمها ليخبروها بوفاة بكر كونت ألكودييل، حيث ظهرت صباحاً جثته بين الحشائش وقد التهمتها الذئاب، وجدوا بياتريث ميتةً ويداها الاثنتان مثبتتان بعارضة السرير المصنوعة من خشب الأبنوس، كانت عيناها جاحظتان وفمها شبه مفتوح، وشفتاها بيضاوان، مشدودة الأوصال، ميتة، ميتة من الرعب!
يقولون أنه بعد حدوث تلك الواقعة، روى في اليوم التالي وقبل أن يموت صياد تائه ما شاهد، كان قد مضى ليلة الموتى دون أن يستطيع الخروج من جبل الأرواح، روى أموراً مرعبة. من بين تلك الأمور أكد أنه رأى هياكل عظمية لفرسان الهيكل القدامى ونبلاء سوْريا المدفونة في الباحة الأمامية للمصلى تنهض مع قرع الأجراس محدثة جلبة مرعبة، والفرسان تمتطي هياكل الفرس تطارد كالوحوش البرية فتاة جميلة شاحبة ورثة الملابس، حيث كانت بأقدام مكشوفة مخضبة بالدم، مطلقة صرخة ملؤها الرعب تحوم حول قبر ألونسو.

1 comment:

Anonymous said...

أشكرك على هذه الترجمة الجميلة ‎:)‎